عدد الرسائل : 126 العمر : 37 التخصص : ادارة ماليه ومصرفيه المستوى : س2 المدينة : الرياض الهواية : الرومنسيه والسفر تاريخ التسجيل : 16/05/2008
موضوع: يا من إدعيت الصبر الإثنين يونيو 02, 2008 5:08 pm
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعه إلى يوم الدين أما بعد: نعيش في فلسطين حياة صعبة (حصار وشقاء وضيق وهم وتدمير ورعب) كل هذا يحتاج لمقوّم واحد آلا وهو الصبر ما معنى الصبر : الصبر حبس النفس عن الجزع ،وحبس اللسان عن الشكوى لغير الله ، بالمفهوم العام تجرع المرارة من غير تعبِّس ، من غير هم ومن غير تكشير ومن غير جزع، يقول الله في الحديث القدسي يا عبادى اعطيتكم فضلاً و سألتكم قرضاً فمن أعطانى شيئاً مما أعطيته طوعاً عجلت له فى العاجل و أدخرت له فى الأجل و من أخذت منه ما أعطيته كرهاً و صبر و أحتسب أوجبت له صلاتى و رحمتى و كتبته من المهتدين و أبحث له النظر إلى ) من أنت ليخاطبك الله بهذه اللغة ؟ من أنت ليحدثك الله بهذا الحديث ؟ سوى أنك عبد من عباده الضعفاء ولكن ذكرك الله هنا للتكريم . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) حيث سئل الرسول (أي الأعمال أفضل فقال الصبر والسماحة ) ذكر هنا الصبر حتى تصبر على ما لذ وطاب من سوء الناس ، لأن السوء هو نعمة من الله ليكفر بها عنك الخطايا بألسنة وأفعال الناس ،وجاءت السماحة لتكريم أخلاقك بين الناس ، يقول الله سبحانه وتعالى وَمَا يُلَقَّاهَا إلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)فصلت35 فصبرك على اخاك المسلم هو مكسب للحسنات . وصبرك على زوجتك في الدنيا مكسب للحسنات . وصبرك على أولادك مكسب للحسنات . وصبرك على عملك وتعبه مكسب للحسنات . وصبرك على نفسك ومجاهدتها مكسب للحسنات. اخي المسلم: لم تقل لي رأيك فيما قلت ، هل انت من الصابرين؟ لما مرض أبو بكر الصديق وقالوا له : آلا ندعو لك الطبيب؟ فقال : قد رآني الطبيب . فقالوا: فأي شئ قالوا لك ؟ قال : ( إني فعّال لما أريد ) . ولنا أمثلة عظيمة في صبر الرسل عليهم السلام ، فقال الله تبارك وتعالى(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)، فصبر سيدنا آدم على مفارقته لبيته الأول الجنة، وصبر سيدنا نوح عليه السلام على فراق وغرق إبنه، وصبر سيدنا إبراهيم عليه السلام على مقام ذبح إبنه، وصبر سيدنا يعقوب عليه السلام على فراق إبنه سيدنا يوسف، وصبر سيدنا يوسف عليه السلام على السجن، وصبرسيدنا موسى عليه السلام على أذى اليهود، وصبر سيدنا سليمان سليمان عليه السلام على فتنة الدنيا، وصبر سيدنا عيسى عليه السلام على ألم الفقر، ولنا مثل قدير في صبر سيدنا يعقوب عليه السلام على مرضه، اما الصبر الأعظم فهو صبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم _ على أذى قريش وترك الأهل وغيرها من الملمّات ، فقال الله تبارك وتعالى له( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) أي أنك محفوظ امام أعيننا ، علماً أن خطاب الرسول هو موجهٌ لنا أيضاً ، وللصبر أنواع : * الصبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها. * الصبر على المناهي والمخالفات حتى لا نقع فيها. * الصبر على الأقدار والأقضية . وقد جاء في الأثر(يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه وأعمى وأصم وهو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه . فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ما الذي عافاك الله منه لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك . فقال له : إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره ) . وفي الختام أنظر لهذه الهدية المقدمة من الله تبارك وتعالى حيث قال وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) فنسأل الله جميعا انى يجعلنا من عباده الصابرين الصالحين